ُيعد الذكاء الاصطناعي مجالًا واسعًا، وهو عبارة عن مجموعة من العلوم والنظريات والتقنيات (يشمل المنطق الرياضي، والإحصاء، والاحتمالات، وعلم الأعصاب، وعلم الكمبيوتر وغيرها) وهدفها الرئيسي هو تقليد القدرات الإدراكية للإنسان، ويقوم مبدأ الذكاء الاصطناعي على تمكين الآلات من فهم وتنفيذ أهداف محددة عن طريق ما يسمى بالتعليم العميق ومعناه أن الآلات تتعلم تلقائيًا كيفية القيام ببعض المهمات من خلال البيانات المخزنة لديها دون الحاجة إلى مساعدة من البشر.[١]

تاريخ الذكاء الاصطناعي

بدأ الفلاسفة الذين كانوا يتبنون فكرة وجود رجال آليين أو آلات للقيام بأعمال البشر بالتفكير بالذكاء الاصطناعي منذ العصور القديمة، وبفضل هؤلاء المفكرين الأوائل، أصبح الذكاء الاصطناعي ملموساً بشكل متزايد طوال القرن السابع عشر وما بعده، وقد فكر الفلاسفة في كيفية جعل التفكير البشري ميكانيكيًا أي بشكل اصطناعي، وكيفية التلاعب به بواسطة آلات ذكية غير بشرية، ثم نشأت الأفكار التي غذت الاهتمام بالذكاء الاصطناعي عندما قام الفلاسفة وعلماء الرياضيات في التلاعب بالرموز الرياضية وتحويلها إلى ميكانيكا، مما أدى في نهاية المطاف إلى اختراع الكمبيوتر الرقمي القابل للبرمجة، حاسوب أتاناسوف بيري (ABC) في الأربعينيات.


هذا الاختراع ألهم العلماء للمضي قدما في فكرة إنشاء "دماغ إلكتروني"، أو كائن ذكي اصطناعيًا،[٢]وتطور مفهوم الذكاء الاصطناعي على مر السنين الأولى كالآتي:[٣]

  • كان أول عمل معترف به الآن باعتباره ذكاء اصطناعيًا قد أنجزه وارن ماكولوك ووالتر بوتس في عام 1943، حيث أنهم اقترحوا نموذجًا للخلايا العصبية الاصطناعية.
  • في عام 1949 قام دونالد هيب بإنشاء قاعدة لتعديل قوة الارتباط بين الخلايا العصبية، تسمى قاعدته اليوم قاعدة هيبيان.
  • قام عالم الرياضيات الإنجليزي آلان تورينج عام 1950 بنشر "الآلات الحاسوبية والذكاء" التي اقترح فيها اختبارًا يمكن من خلاله التحقق من قدرة الآلات على إظهار سلوك ذكي يعادل الذكاء البشري، وقد سمي هذا الاختبار باختبار تورينج.


ولادة الذكاء الاصطناعي (1952-1956)

عام 1955 قام آلن نيويل وهربرت سايمون بإنشاء أول برنامج للذكاء الاصطناعي والذي سمي بنظرية المنطق، وقد استطاع هذا البرنامج إثبات ما يتراوح بين 38 و52 نظرية في الرياضيات، وإيجاد أدلة جديدة لبعض النظريات، وبعدها في عام 1956 تم إطلاق مصطلح "الذكاء الاصطناعي" لأول مرة من قبل عالم الكمبيوتر الأميركي جون مكارثي في مؤتمر دارتموث، وتم تصنيف الذكاء الاصطناعي كمجال أكاديمي وقتها، وتعد هذه الحقبة الزمنية حقبة مزدهرة في عالم الذكاء الاصطناعي حيث إنه في ذلك الوقت تم اختراع لغات حاسوبية عالية المستوى مثل FORTRAN وLISP وCOBOL.[٣]


سنوات ازدهار الذكاء الاصطناعي

أنشأ جوزيف وايزنباوم أول روبوت محادثة عام 1966 وسماه إليزا، ثم في عام 1972 تمت صناعة أول روبوت بشري في اليابان سُمي WABOT-1، واستمر تطور الذكاء الاصطناعي طوال السنوات حتى وصل عام 1997 وهزم الحاسوب المسمى Deep Blue بطل العالم في الشطرنج وبذلك أصبح أول جهاز حاسوب يستطيع التغلب على بطل العالم فالشطرنج، ثم أصبح لدينا الكثير من التطبيقات على الذكاء الاصطناعي، فانتقل إلى المنازل لأول مرة في عام 2002 على شكل مكنسة كهربائية لتنظيف الغبار، ولكنه لم يدخل عالم الأعمال حتى عام 2006 حيث بدأت الشركات مثل فيسبوك وتويتر ونتفلكس باستخدامه، واستمر الذكاء الاصطناعي بالتطور إلى يومنا هذا. [٣]



المراجع

  1. "WHAT IS A ARTIFICIAL INTELLIGENCE?", business-stan, Retrieved 31/1/2022. Edited.
  2. Rebecca Reynoso (25/5/2021), "A Complete History of Artificial Intelligence", g2, Retrieved 1/2/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Maturation of Artificial Intelligence (1943-1952)", javatpoint, Retrieved 1/2/2022. Edited.