تأثير السوشيال ميديا على الصحة النفسية

تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي أسلحة ذات حدّين، فبالرغم من فوائد وسائل التواصل الاجتماعي على المجتمع كالسماح للأشخاص بالتواصل والمشاركة والبقاء على اطلاع على العالم المحيط وأخباره، والتعرف على أُناس جدد إلا أنها ذات تأثيرات وجوانب سلبية أيضًا.[١]


إذ ارتبط استخدام السوشيال ميديا لدى الناس بإصابتهم بالقلق والاكتئاب والشعور بالوحدة، وتُشير الدراسات التي قام بها معهد تشايلد مايند والمركز الوطني للبحوث الصحية أن الأشخاص الذين يستخدمون السوشيال ميديا باستمرار لديهم شعور بالاكتئاب وقلة السعادة في الحياة، مقارنةً بالأشخاص الذي يقضون وقتًا أطول في أداء الأنشطة بعيدًا عن الشاشات الرقمية،[١] ويُمكن تلخيص تأثير السوشيال ميديا على الصحة النفسية للأشخاص بعدة نقاط أبرزها ما يأتي:


الإدمان

تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الهواتف الذكية على الدماغ كالألعاب المُسببة للإدمان، ويعود السبب في ذلك أن العقل يُفرز مادة الدوبامين وهي مادة كيميائية مُرتبطة بالشعور في السعادة والمتعة عند فتح تطبيقات السوشيال ميديا ومتابعة المحتوى ضمنها.[١]


التركيز على التفاعلات

يزيد استخدام السوشيال ميديا من تركيز الناس على تفاعل الأشخاص مع ما يقومون بنشره على صفحاتهم الشخصية، ففي حال لم يتلق الشخص تفاعلًا أو إعجابات بمنشوره كما كان يتوقع فإنه سيشعر بخيبة أمل أو خذلان، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى تدني احترام الذات وتشتيت الانتباه عن المهام الأكثر أهمية في الحياة والشعور بالاكتئاب.[١]


الشعور بعدم الرضا

يقوم جميع الأشخاص بمشاركة النقاط البارزة من حياتهم على السوشيال ميديا، الأمر الذي يجعل الشخص المُتابع لهذه الأحداث المُثيرة أكثر إحباطًا عند مشاهدة الجميع يعيشون الحياة المثالية، وبالرغم من أن هذه الصور قد تكون مزيفة وبعيدة عن الواقع إلا أنها تُؤثر في الصحة النفسية وتُشعر الشخص بعدم الرضا عن حياته وواقعه.[٢]


الخوف من الضياع

يزيد استخدام السوشيال ميديا المستمر لدى الناس في الشعور بالرغبة الجامحة لمعرفة كل ما هو جديد، وكذلك الشعور بأن هناك شيئاً ما حدث يجب الاستجابة له وإلا فإنه سيفوته، وفكرة شعور الشخص بأن شيئاً ما سيفوته ويضيع عليه تؤثر على احترام الشخص لذاته، كما تُثير مشاعر القلق وتزيد استخدام السوشيال ميديا وتجعلها أولوية في الحياة.[٢]


التنمر الإلكتروني

إنّ من أسباب التعرض للتنمر الإلكتروني لعدد كبير من المراهقين هو استخدام السوشيال ميديا والتعليقات المسيئة التي يكتبها الجمهور، كما أن معظم وسائل التواصل الاجتماعي تعتبر مكانًا مناسبًا لنشر الإشاعات والأكاذيب الجارحة والتي تُحدث ندوبًا وآثارًا في الصحة النفسية والعاطفية.[٢]


كيفية الحد من تأثير السوشيال ميديا

فيما يأتي أبرز النقاط التي تُساعد في التقليل من أثر استخدام السوشيال ميديا على الإنسان:[٣]

  • تقليل وقت استخدام السوشيال ميديا وتخصيص ساعات معينة لاستخدامها بدلًا من جعلها متاحة طوال اليوم.
  • تذكير النفس بأن معظم ما يُنشر على مواقع التواصل الاجتماعي هو استعراض وليس حقيقياً، الأمر الذي يُساعد في التقليل من المقارنة الاجتماعية المؤدية للاكتئاب.
  • إشغال الأطفال والمراهقين في أنشطة منزلية ممتعة وبعيدة عن السوشيال ميديا لمساعدتهم في تقليل استخدام الشاشات الرقمية للحد من تأثيرها.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث Christine M. Stabler (1/9/2021), "The Effects of Social Media on Mental Health", lancastergeneralhealth, Retrieved 18/1/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Social Media and Mental Health", helpguide, Retrieved 18/1/2022. Edited.
  3. "Impact of Social Media on Youth Mental Health: Statistics, Tips & Resources", onlinedegrees, Retrieved 18/1/2022. Edited.