أسباب التنمر الإلكتروني

ساهم التطّور التكنولوجي الكبير في تعزيز العلاقات التي تربط الفرد في شبكة الإنترنت، ورغم فوائد الإنترنت المُتعددة، واعتبارهِ من الأدوات المُعززة للعلاقات الاجتماعية من جميع النواحي وخاصةً الفكرية؛ إلا أنّ آثارهُ السلبية مُتعددة، إذ يُمكن استخدامهِ في كثير من الأحيان كأداة للتشهير، والابتزاز الإلكتروني والاستفزاز، وإساءة مُعاملة الناس والذي يُصنّف تحت مُسمى "التنّمر الإلكتروني" بغض النظر عن موقعهم الجغرافي.[١]


يُعد التنمر الإلكتروني من الأنشطة التي تحدث على الأجهزة الرقمية، مثل أجهزة الحاسوب، والأجهزة اللوحية بأنواعها، وذلك عن طريق إرسال رسائل الكراهية عبر الإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات المتنوعة، والألعاب الإلكترونية، إضافةً إلى استخدام الرسائل النصية بمشاركة ونشر المُحتويات الضارة والسلبية، أو استغلال المعلومات الشخصية، والاستفزاز بغرض إحراج وإيذاء الشخص وزيادة شعورهِ بالخوف والقلق،[٢] وتشمل أهم الأسباب المؤدية إلى التنّمر الإلكتروني ما يلي:[٣]

  • قد يواجه بعض المُتنمرين مشاكل عقلية تزيد من درجات التنمر، ومن الأمثلة عليها أن يكون الشخص عدواني، أو مندفع بشكلٍ مبالغ بهِ، أو يعاني من فرط نشاط حركي.
  • أن يواجه الشخص مشاكل تتعلق بالشخصية والسلوكيات؛ وذلك يتضمن انعدام التعاطف مع الأشخاص؛ مما يؤدي إلى التنمر وأفضل الأمثلة على ذلك الشخصية النرجسية التي قد تلجأ للتنمر لإثبات قوتها وظهورها.
  • يؤثر انهيار العلاقات وانقطاعها ومواجهة بعض الصعوبات فيها إلى زيادة الرغبة في حدوث المشاكل ومنها التنمر؛ مما يزيد من رغبة الأشخاص في أخذ حقوقهم بالتنمر والابتزاز.
  • يؤدي الشعور بالملل إلى التفكير في تجربة شخصيات جديدة بغير الهوية الأصلية، وذلك بالاتجاه إلى التنمر الإلكتروني تحقيقًا لرغبة الشخص.
  • قد يتعرض الأشخاص إلى تجربة سابقة تتعلق بالتنمر الإلكتروني؛ مما يجعلهم أكثر رغبة في تجربة الأمر والانتقام من المتنمر الأساسي.
  • قد يؤدي شعور الشخص بالعزلة أو الوحدة إلى زيادة رغبة الأشخاص بالتنمر والذي بدوره يُقلل من غضبهم اتجاه المجتمع.


علامات وآثار التنمر الإلكتروني

تتضمن أهم علامات التنمر الإلكتروني ما يلي:[٤][٣]

  • ظهور بعض التغيرات على سلوكيات المتنمر عليهِ تتعلق بالتأثير على حالته المزاجية، وزيادة شعوره بالقلق أو الخوف وتعرضهِ للاكتئاب.
  • تأثّر العلاقات الاجتماعية للفرد؛ مما يُقلل تواصله مع محيطهِ وتجنب الأصدقاء والعائلة وقلة نشاطاتهِ المتنوعة.
  • حدوث تغيرات واضطرابات في آلية نوم الشخص مما يعرضه للأرق.
  • النفور المفاجئ من استخدام الهاتف والإنترنت.
  • الشعور بالتوتر والاضطراب عند تلقي الرسائل بمُختلف أنواعها.
  • تجديد حسابات التواصل الاجتماعي بشكل متكرر أو اختفائها كليًا.
  • إخفاء الطفل لشاشة هاتفهِ خاصة في حال تواجد الأشخاص حولهُ.
  • محاولة التفكير في الانتحار أو إيذاء النفس.
  • الشعور بعدم ثقة في النفس.


مواجهة التنمر الإلكتروني

يُعد التنمر الإلكتروني من السلوكيات السلبية التي يجب التعامل معها بطرق ذكية، وتتضمن أهم النصائح المُتبعة لمُواجهة التنمر الإلكتروني ما يلي:[٥]


طلب المساعدة

نظرًا لتأثير التنمر الإلكتروني السلبي، وتجنبًا لتطوره يجدر بالشخص طلب المساعدة والاستعانة بفئات مختلفة تتضمن ما يلي:[٦]

  • طلب المساعدة من شخص يُمكن الوثوق بهِ، مثل العائلة؛ مما يساعد الشخص المتنمر عليه في تدارك الأمر ويوفر لهُ دعمًا عاطفيًا، ويساعد في السيطرة على آثار التنمر الإلكتروني.
  • اللجوء إلى المحاسبة القانونية وإخبار الشرطة، خاصةً إذا كان المتنمر يُهدد الشخص بما يتطلب إيذاء النفس.


ضبط الموقف والسيطرة عليه

يمكن ضبط الموقف والسيطرة عليه عبر الآتي:[٦]

  • حجب المُتنمر وعدم متابعتهِ في مواقع التواصل الاجتماعي، وتجنب التعامل معهم على أرض الواقع.
  • يُنصح المتنمر بعدم التجاوب في حال مواجهة مشاكل التنمر الإلكتروني، والذي يسعى به الشخص للاستفزاز والشعور بالتوتر، إذ يمكن للشخص توقيف التعليقات المسيئة أو تجنب الرد بتجاهل رسائل الشخص بطرق متعددة.
  • الحذر من مشاركة المعلومات الشخصية على شبكات الإنترنت، ويمكن ذلك بتعزيز الخصوصية في مختلف المواقع، والحذر من التعامل مع الأشخاص مجهولي الهوية.
  • تجنب استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي والتحكم في الحياة الرقمية، في حين ملاحظة وجود التنمر الإلكتروني، ويمكن ذلك بزيادة العلاقات مع الأهل والأصدقاء والقيام بالنشاطات المُتنوعة مثل الرحلات وغيرها.


نصائح لمواجهة التنمر الإلكتروني

فيما يلي نصائح من الخبراء للمراهقين لمنع التنمر الإلكتروني:[٦]

  • إدراك مخاطر التنمر الإلكتروني من خلال التوعية الذاتية؛ مما يُقلل من مخاطره، ويساعد الشخص في تدارك الأمر ومعرفة التعامل معه.
  • عدم مشاركة الصور الخاصة مع أشخاص مجهولي الهوية، إذ أنّه من الممكن أن يتم استخدامها بغرض التهديد خاصًة الصور العائلية.
  • عدم فتح الرسائل غير آمنة المصدر؛ والتي من الممكن أن تُسبب ضررًا لجهاز الشخص، وتخترق معلوماته الشخصية، والأفضل أن يتم إزالتها تماماً والقيام بحذفها.
  • تسجيل الخروج من جميع الأجهزة المُستخدمة دوريًا، وعدم مشاركة كلمة المرور الخاصة أو أي حساب شخصي يُتيح فرصة للمتنمر في انتحال شخصيتك.


المراجع

  1. Liam Hackett (6/12/2016), "Cyberbullying and Its Implications for Human Rights", un, Retrieved 19/5/2022. Edited.
  2. "What Is Cyberbullying", stop bullying, Retrieved 18/1/2022. Edited.
  3. ^ أ ب arlin Cuncic (3/1/2021), "The Psychology of Cyberbullying", very well mind, Retrieved 18/1/2022. Edited.
  4. "Cyberbullying Resources", meganmeierfoundation, Retrieved 18/1/2022. Edited.
  5. "Dealing with cyberbullying", kidscape, Retrieved 18/1/2022. Edited.
  6. ^ أ ب ت Brooke de Lench, "Printer-friendly version 10 Tips for Teens to Prevent Cyberbullying", momsteam, Retrieved 18/1/2022. Edited.